سرطان الثدي .. لماذا؟
لطالما مر العالم بتغييرات في الفرضيات الطبية و النموذج الفكري أو ال”paradigme” المتمثل في قناعات المجتمع, حيث و للاطلاع على هذه التغييرات, علينا السفر بالزمن الى عصر الفراعنة, الهنود و الاغريق أي حوالي 500 سنة قبل الميلاد, حيث فسر المرض باختلال في توازن العناصر الأساسية لجسم الانسان من دم, بلغم و صفراء, بينما اعتقد أن الامراض هي عقوبات الهية و مس شيطاني لا غير.

وصولا للعصور الوسطى, و فرضية الميازما “miasma theory” التي تدعم تجريم الهواء الفاسد كوسيلة لانتشار الامراض (كمثال: اعتبار سبب المالاريا و الكوليرا في ذلك الوقت سحابة من الهواء) و بعد قرون من ذلك و قبيل عصر النهضة, تحديدا عام 1546, طرح الطبيب GIROLAMO FRACASTORO فكرة انتقال عدوى المرض عن طريق الأدوات, سوائل أو احتكاك مباشر مع المرضى.
و على الرغم من أن تطوير أول ميكروسكوب على يد ANTONY VAN LEEUWENHOEK (1673) لم يساهم في تطوير أبحاث سببية المرض, لأن اكتشاف الجسيمات الدقيقة ( المعروفة حاليا بالجراثيم ) في أجسام المرضى صنف كنتيجة للمرض و ليس كسبب له, الا أنه ساهم اضافة الى دحض فرضية الميازما من طرف الطبيب JOHN SNOW سنة 1854, في أبحاث الأب الروحي لنظرية “جرثومية المرض ” LOUIS PASTEUR, المثبتة من طرفه سنة 1860. فيدعم بعدها ROBERT KOCH ما بدأه باستور بالجزم أن لكل مرض بكتيريا خاصة به.




.. ليتركنا العالم أمام تساؤلات عن ماهية عدة أمراض, فأي جرثومة تلك التي تسبب السرطان أو السكتات الدماغية منها و القلبية؟

رحلة أخرى من الفرضيات اللامنطقية كربط السرطانات كسرطان الرئة مثلا بالتلوث, الضباب و حتى الانفلونزا الى غاية قيام عالم الاحصاء البيولوجيAUSTIN BRADFORD HILL بعد اجراء تجربة احصاء من نوع meta analysis بالجزم في علاقة سرطان الرئة المباشرة مع التدخين.
لم ينجو سرطان الثدي من هذه الخرافات, فحتى زمن قريب أعتقد ان الاصابة الحصرية للنساء به سببها نقص أو زيادة النشاط الجنسي, الملابس الضيقة, وصولا الى الخوف من المرض بحد ذاته كسبب رئيسي.
و لحد الساعة لا يزال سبب سرطان الثدي معضلة في الوسط الطبي و المجتمع, الا ان الأبحاث سمحت بتحديد بعض العوامل التي تساهم في خلق وضعية و بيئة مناسبة للسرطان و تزيد من احتمالية الاصابة, نذكر منها في هذا المقال:
الجنس: يصيب سرطان الثدي النساء أكثر من الرجال بقرابة 100 مرة.
العمر: امرأتان من كل ثلاثة نساء مصابات بسرطان الثدي الغزوي يتم تشخيصهم بعد سن 55.
العوامل الوراثية و التاريخ المرضي للعائلة: اصابة أحد أفراد العائلة يزيد من احتمالية الاصابة و يزيد الاحتمال في حال اصابتهم قبل سن ال 50.
التاريخ الصحي الشخصي: الاصابة السابقة بسرطان الثدي في أحد الأثداء, البلوغ المبكر (قبل سن 12), انقطاع طمث متأخر (بعد سن 55), عدم الانجاب أو الانجاب المتأخر كلها عوامل تزيد من احتمالية الاصابة .
العوامل الخارجية و نمط الحياة: يزيد كل من: نقص الأنشطة الحركية,سوء التغذية, السمنة,الكحول,التعرض للأشعة العلاجية و العلاجات الهرمونية من أحتمالية الاصابة.
مع استمرار الأبحاث و الدراسات, نختم المقال بطرح التساؤل عن امكانية توصل العالم الى سبب واضح و مباشر لسرطان الثدي و منه الى حلول أكثر فعالية في المجالين الوقائي و العلاجي؟
مقال شائق ❤️ وجميل و كاتبته أجمل
شكرا ❤❤
bon courage abla et merci pour les informations
💕u’r welcome❤ thank u for the support
ممتازة واصلي 🤍😁
شكرااا 😊❤