طب

المضادات الحيوية ..ترياق أم سم ؟

المضادات الحيوية

المضادات الحيوية :

ثمنية و عشرون تسعمائة و الف , او العام الثوري في تاريخ الأدوية , المصادف لاكتشاف أول ترياق فعال ضد أسوء عدو للانسان : “البكتيريا” ,اكتشفه العالم الطبيب ALEXANDRE FLEMING بمحض الصدفة , حيث و بعد عودته من عطلة لمختبره الخاص لاحظ انعدام في النمو البكتيري على اطباق بتري الملوثة بفطر البنيسيليوم و هذا بسبب ان مادة البنيسيلين التي انتجها الفطر ثبطت نمو البكتيريا ليكون بهذا الاستنتاج بطلا منقذا للعالم نظرا لتزامن اكتشافه و الفترة التي كان فيها جرح طفيف او صوت سعال بسيط كفيلا باثارة هلع مدن بل بلدان باكملها ..

العالم الكسندر فليمينغ
Dr.Alexandre Fleming

ليأتي بعد ذلك , و الى الآن بعد قرابة قرن من الاكتشاف , العديد من الباحثين و المطورين باضافات و اكتشافات جديدة تدعم و تثري ما بدأه الكسندر باتباع طرق مختلفة :

  • بيولوجيا : او ما يدعى بعملية التخمير باستخدام كائنات حية دقيقة تزرع في أوساط مائية ذات شروط مناسبة ليتم بعدها استخلاص المضادات الحيوية عبر عمليات تصفية و تنقية ,أهم الكائنات المستعملة هي الفطريات المجهرية و الستربتوميسين
  • اصطناعيا: على عكس النهج البيولوجي , لا تستعمل أي كائنات في هذه الحالة فيكون الانتاج كيميائي بحت
  • شبه اصطناعيا: لنصل بعد ذلك الى مزيج التخمير و العمل المخبري و كأهم مثال, عائلة المضادات بيتا لاكتام باضافة مجموعة أمينية ألى جذر البنيسيلين الحر R

ما هو في غاية الاهمية لأن و لسوء حظ الانسان فسلاحه اصبح مألوفا لعدوه , فظهرت البكتيريا الخارقة أو ال “Superbugs” القادرة على مقاومة المضادات الحيوية ما يخولنا لتلقيب هذه الأخيرة بالسلاح ذو الحدين

فباستعمالها بطريقة صحيحة عقلانية نكون قادرين على مواجهة العدوى و أسوء الالتهابات البكتيرية , أما و في المقابل , فالتقصير في أي شرط من شروط استعمالها قد يؤدي بنا الى فقدان رفاهية التغلب على هذه الكائنات عن طريق تسريع عملية الانتقاء البيولوجي لأكثر السلالات مقاومة لأدويتنا ..

شروط استعمال المضادات الحيوية:

الحالة , الكمية و المدة المناسبة هي شعار الأطباء عند وصف المضادات الحيوية للمريض ..

    • الحالة :استعمال المضادات في حالة الالتهابات غير البكتيرية (الفيروسية مثلا ) ليس بالقرار الصائب , لتأثيرها على البكتيريا النافعة في جسم الانسان كتلك التي تساعده في عملية الهضم , لتحل منافساتها محلها و التي غالبا ماتكون ضارة و مقاومة
    • الكمية و المدة: الاستعمال المفرط لها يؤدي كذلك لنفس النتائج ,الى جانب استعمالها لمدة غير كافية , ما يمثل السبب الرئيسي لاكتساب البكتيريا المتبقية مناعة ضد المضادات الحيوية

القاعدة الأولى للمضادات الحيوية هي محاولة عدم استخدامها و القاعدة الثانية هي محاولة عدم استخدام الكثير منها

Paul L. Marino.  The ICU Book__

مقاومة المضادات الحيوية كانت و لا تزال مشكلا يمثل تهديدا كبيرا على البشرية , فأصبحنا الآن في مواجهة ليست بالسهلة ضد أكثر الأمراض المعدية شيوعا كالسل , السيلان و تسمم الدم ,و عدم اتخاذ اجراءات المقاومة و المكافحة في أقرب الآجال ستتركنا و للأسف في العالم ما قبل عام 1928

 

المصدر
cdc

abla saci

ميكروبيولوجية ,مخبرية و مدونة في موقع علابالك

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى