مقدمة:
على مر العصور شهد مجال علم النفس تطورا كبيرا ، و هذا راجع لمجهودات علماء هذا الأخير وسعيهم لجعله أكثر دقة و كفاءة ، و هذا ما جعلهم يتفطنون لكل شيء له علاقة بسيكولوجية تفكير الانسان واهتماماته ، و استغلو كل مايمكن استغلاله ، حتى الألعاب الفنية البسيطة كفن صنع صور من بقعة الحبر.
تعريف:
كليكسوغرافيا، فن صناعة الصور من بقع الحبر ، بحيث يتم اسقاط بقع من الحبر على ورقة ومن ثم يتم طيها إلى النصف بحيث يلطخها الحبر و يصبح الجانب الأيسر و الأيمن متناظرين فتفتح الورقة و يراها كل شخص تشبه كائنا أو شيئا ، و هته تسمى ظاهرة الباريدوليا ، و لقد جعلو من بقعة الحبر الهاما لهم لكتابة الشعر أو الرسم او غيرها من الفنون .

أصل هذا الفن :
بالرغم من أن الشاعر الألماني جاسينوس كيرنر توصل الى الكليكسوغرافيا من خلال الصدفة إلا أنها تحسب في رصيده ، و بسبب ضعف بصره فقد أسقط بقع من الحبر بدون قصد على ورقة ، و بعد طيها لاحظ أنها تبدو من الأنماط المألوفة في ذهنه ، و عوض أن يرمي الورقة قرر أن يطور ماحدث معه و يصبح أكثر جدية ، و بعد فترة قصيرة انتشرت الفكرة بين الكثير من أبناء بلده ثم إلى بلدان العالم .
الكليكسوغرافيا وعلم النفس :
احدى بطاقات اختبار رورشاخ تستعمل لمعرفة تفكير الخاضع للعلاج النفسي و كغيره من أبناء جيله ، كانهرمن رورشاخ يستمتع بفن الحبر ، و جعله أكبر ملهم له و كان يهتم به كثيرا لدرجة أن أصدقائه أطلقو عليه اسم “كليكس” أي بقعة الحبر ، و بعد اختياره دراسة الطب النفسي أراد أن يجد علاقة بين هوايته الطفولية و دراسته الحالية فتوصل الى اختبار يمكنه من دراسة تفكير مرضاه من خلال معرفة رغباتهم اللاواعية (مبدأ الفيلسوف فرويد ) بمجرد تعبيرهم عن بقع الحبر ، و من هنا كانت انطلاقة أنجع الاختبارات النفسية وهو اختبار رورشاخ الأسطوري .