طبعلم الجينات

الكايميرا ..بين الأسطورة و العلم !

الكايميرا ..بين الأسطورة و العلم!

الكايميرا مخلوق من الأساطير اليونانية القديمة,يعرف بشكله الهجين المكون من رأس أسد ,جسد ماعز لينتهي بذيل أفعى .

و بالرغم من غرابته الا أن الطب الحديث أثبت وجود نظائر حقيقية لهذا الأخير و هي الكائنات التي تمتلك أكثر من حمض نووي واحد

كايميرا -chimera
مخلوق الكايميرا الأسطوري -chimera

 

قبل التعريف بالظاهرة و تفسيرها لا بد من التطرق لنبذة بسيطة عن علم الأجنة ,في أغلب الحالات يتم طرح بويضة واحدة شهريا من مبيض الأنثى لتخصيبها من طرف حيوان منوي واحد ناج من بين ملايين الحيوانات المنوية التي ينتجها الذكر و باندماج هذه الخلايا الجنسية ينتج ما يسمى بالبويضة الملقحة أو “zygote” و هي أصل لجنين يمتلك حمضا نوويا واحدا ناتج لاندماج أحماض هذه الخلايا ,و بنفس المبدأ في حال تحرير المبيض لبويضتين يتم تلقيحهما من طرف حيوانين منويين لنتحصل في الحالات الطبيعية أي بعد النمو الطبيعي لكل من البويضتين الملقحتين على جنينين منفصلين كأصل لتوأم غير متطابق,هنا ..يمكن مصادفة حالات نمو غير طبيعية :

    متلازمة التوأم المتلاشي vanishing twin syndrome :

هي نوع من الأجهاض حيث تفقد الأم أحد جنينيها ,أين يتم امتصاص أنسجة هذا الأخير من طرف توأمه ,المشيمة أو الأم ,شخصت هذه المتلازمة سابقا عن طريق فحص المشيمة بعد الولادة ,لكن اليوم ,و بتطور أجهزة الرنين المغناطيسي تمكنا من تشخيص الحالة في المراحل الأولى للحمل (احصائيا ,21-30% من حالات الحمل المتعدد تنتهي بتلاشي أحد التوائم)

من بين الاحتمالات السابقة ,سنتحدث اليوم عن احتمال اندماج الجنينين معا :

     الحالة الخيمرية chimerisme :

يكمل الجنين الناجي باقي حياته كمزيج من خلاياه بالاضافة لخلايا توأمه المتلاشي ,فقد يملك نوعين مختلفين تماما من الدم و ذلك لاختلاف الحمض النووي لخلايا نقي العظم المسؤولة عن توليد خلايا الدم. أو يمكن ان يحتوي نسيج واحد على نوعين مختلفين من الخلايا كسبيل المثال ضبابية جنس المولود نظرا لاختلاف انواع خلايا اعضاءه التناسلية …الخ

تكمن خطورة الأمر في استجابة مناعة الشخص ضد خلايا توأمه ضمن ما يعرف بأمراض المناعة الذاتية ,خطورة انحلال الدم في حال نقله ايضا كما هو الحال بالنسبة للأعضاء حيث لا تسمح التحاليل الروتينية بالتنبؤ بهذا الخطر

أيضا يمكن للكايميرا أن تكون السبب في عدم تطابق الحمض النووي للآباء و الأمهات مع أولادهم نظرا لاختلاف الخلايا الأمشاج عن الخلايا الجسمية الأخرى

كما يحاول العلماء في الحاضر اثبات الصلة السببية بين الأمراض العقلية و متلازمة الكايميرا عن طريق اثبات عدم استثناء المخ من تعدد انواع الخلايا كما هو الحال بالنسبة للتوحد

و في الأخير.. تعتبر الكايميرا بعد المشاكل الطبية البيولوجية مصدرا لجدل فلسفي واسع من جانب اعتبار الشخص الكايميرا روحين لا روحا واحدة ..

حالة من الكايميرا في أنسجة قزحية العين
كايميرا قزحية العين
المصدر
aljazeera

abla saci

ميكروبيولوجية ,مخبرية و مدونة في موقع علابالك

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى